تراجع أسعار النفط وسط ضغوط ارتفاع الدولار وضعف الطلب الصيني
 
		انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الجمعة، 31 أكتوبر 2025، لتتخلى عن المكاسب التي سجلتها في الجلستين السابقتين، متأثرة بمخاوف تباطؤ الطلب العالمي وارتفاع الدولار الأميركي، في وقت تتجه فيه الأسواق نحو تسجيل ثالث تراجع شهري على التوالي.
وتأتي هذه الخسائر في ظل ضغوط ناتجة عن بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين، إلى جانب زيادة الإمدادات من كبار المنتجين العالميين، ما حدّ من تأثير العقوبات الغربية المفروضة على صادرات النفط الروسية.
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، الأربعاء الماضي، إن خفض أسعار الفائدة في ديسمبرليس مضموناً، ما دفع الدولار إلى الارتفاع، وأثر سلباً في أسواق السلع الأساسية، وعلى رأسها النفط.
كما أظهرت بيانات رسمية في الصين انكماش نشاط المصانع للشهر السابع على التوالي خلال أكتوبر، ما زاد من المخاوف بشأن ضعف الطلب على الخام في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وخلال تعاملات أمس الخميس، سجلت أسعار النفط ارتفاعاً للجلسة الثانية على التوالي، مدعومة بتفاؤل الأسواق حيال هدنة محتملة في النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:51 صباحاً بتوقيت غرينتش (09:51 صباحاً بتوقيت مكة المكرمة)، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم ديسمبر 2025 بنسبة 0.65% لتسجل 64.68 دولاراً للبرميل. كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.66% إلى 60.17 دولاراً للبرميل، وفق بيانات منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت الأسعار قد دعمتها خلال اليومين الماضيين مؤشرات على زيادة الطلب في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط عالمياً، بعد أن أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية تراجع مخزونات الخام بمقدار 6.9 ملايين برميل لتصل إلى 416 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 24 أكتوبر.
تحليل السوق
يرى محللو بنك "إيه إن زد" أن قوة الدولار الأميركي حدّت من إقبال المستثمرين على السلع الأساسية، متوقعين أن يتراجع كل من خام برنت وغرب تكساس الوسيط بنحو 3% خلال أكتوبر، في ظل توقعات بارتفاع المعروض بوتيرة تفوق نمو الطلب هذا العام، مع استمرار تحالف "أوبك+" في تقليص التخفيضات الطوعية للإنتاج.
وتشير التقديرات إلى أن زيادة الإمدادات العالمية قد تخفف من أثر العقوبات الغربية على صادرات روسيا إلى الصين والهند.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة أن دول "أوبك+" تتجه لاعتماد زيادة متواضعة في الإنتاج خلال ديسمبر المقبل، وذلك قبيل اجتماع التحالف المقرر الأحد القادم. وقد رفعت ثماني دول أعضاء في "أوبك+" أهداف إنتاجها مجتمعة بأكثر من 2.7 مليون برميل يومياً، ما يعادل نحو 2.5% من الإمدادات العالمية، ضمن سلسلة من الزيادات الشهرية.
كما أظهرت بيانات مبادرة البيانات المشتركة (جودي) أن صادرات السعودية من النفط الخام بلغت في أغسطس/آب أعلى مستوياتها خلال ستة أشهر عند 6.407 ملايين برميل يومياً، بينما سجلت الولايات المتحدة إنتاجاً قياسياً بلغ 13.6 مليون برميل يومياً، وفق تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وفي تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الخميس، أكد أن الصين وافقت على بدء شراء الطاقة الأميركية، مشيراً إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق واسع يشمل النفط والغاز من ألاسكا.
لكن محللين شككوا في أن تؤدي هذه الاتفاقات إلى زيادة ملموسة في الطلب الصيني على الطاقة الأميركية، إذ يرى مايكل ماكلين، المحلل في بنك "باركليز"، أن إنتاج ألاسكا لا يمثل سوى 3% من إجمالي إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة، وأن المشتريات الصينية المحتملة من الغاز المسال ستخضع لعوامل السوق وليس للاتفاقات السياسية.












