قلم الكتّاب ينتصر على خوارزميات أنثروبيك.. الشركة تقدم تسوية بمليار ونصف دولار

وافقت شركة أنثروبيك (Anthropic)، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، على دفع ما لا يقل عن 1.5 مليار دولار لتسوية دعوى قضائية أقامها عدد من الكتّاب الأمريكيين، تتهم الشركة باستخدام مؤلفاتهم الأدبية دون إذن لتدريب نماذجها، وعلى رأسها روبوت المحادثة "كلود" (Claude).
أول تسوية ضخمة من نوعها في عصر الذكاء الاصطناعي
وصف محامي الكتّاب، جاستن نيلسون، هذه التسوية بأنها "تاريخية"، مشيراً إلى أنها تتجاوز أي تعويض معروف في قضايا حقوق النشر حتى اليوم، وتمثل أول اتفاق من نوعه منذ دخول الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى المشهد التقني بقوة.
تفاصيل القضية
القضية تعود إلى دعوى جماعية تقدم بها الكتّاب أندريا بارتز، تشارلز غريبر، وكيرك والاس جونسون، الذين اتهموا أنثروبيك بنسخ كتبهم بصورة غير قانونية لاستخدامها في تدريب النموذج اللغوي "كلود"، المنافس المباشر لتطبيق "تشات جي بي تي" الذي طورته شركة OpenAI.
جدل قانوني حول "الاستخدام العادل"
وفي تطور سابق للقضية، منح القاضي الفيدرالي ويليام ألسوب انتصارًا جزئيًا لأنثروبيك، معتبرًا أن تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على كتب، سواء كانت أصلية أو مقرصنة، يمكن أن يُعد استخدامًا "تحويليًا" يدخل في نطاق "الاستخدام العادل".
إلا أن القاضي ذاته رفض منح الشركة حماية قانونية كاملة، مشيرًا إلى أن تحميل ملايين الكتب المقرصنة وتخزينها ضمن مكتبة رقمية دائمة يتجاوز حدود الاستخدام العادل.
وكتب ألسوب: "التكنولوجيا المستخدمة هنا من بين أكثر الابتكارات التحويلية التي قد نشهدها في حياتنا"، مضيفًا أن التعلم الآلي يشبه إلى حد كبير الطريقة التي يكتسب بها البشر المعرفة من خلال القراءة.
أنثروبيك: ملتزمون بتطوير آمن ومسؤول
من جهتها، أكدت الشركة على لسان أبارنا سرِدهار، نائبة المستشار العام، أنها لا تزال ملتزمة بتطوير تقنيات ذكاء اصطناعي آمنة ومسؤولة، تهدف إلى دعم الأفراد والمؤسسات وتعزيز التقدم العلمي وحل التحديات المعقدة.
أنثروبيك في سباق الكبار
تأتي هذه التسوية في وقت حاسم بالنسبة للشركة، التي أعلنت هذا الأسبوع عن جمع 13 مليار دولار ضمن جولة تمويلية ضخمة، رفعت تقييمها السوقي إلى 183 مليار دولار.
وتُعد أنثروبيك أحد أبرز اللاعبين في قطاع الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتتنافس مباشرة مع عمالقة التكنولوجيا مثل جوجل، أوبن إيه آي (OpenAI)، ميتا (Meta)، ومايكروسوفت (Microsoft)، في مجال يُتوقع أن يشهد استثمارات بمئات المليارات خلال السنوات المقبلة.