السبت 15 نوفمبر 2025 04:57 صـ 24 جمادى أول 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

خطة مرعبة.. واشنطن تريد غزة جديدة على طريقة بغداد والإعمار لنصف القطاع

الجمعة 14 نوفمبر 2025 10:51 مـ 23 جمادى أول 1447 هـ
تقسيم غزة
تقسيم غزة

كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن وثائق تخطيط عسكري أمريكية تُظهر وجود رؤية أمريكية لتقسيم غزة على المدى الطويل إلى منطقتين منفصلتين: "منطقة خضراء" تخضع لسيطرة عسكرية إسرائيلية ودولية وتبدأ فيها عمليات إعادة الإعمار، و"منطقة حمراء" تُترك مدمرة دون إعادة بناء في الوقت الحالي.

تقسيم غزة

ووفقًا للوثائق، سيجري نشر قوات أجنبية إلى جانب القوات الإسرائيلية في شرق غزة، بينما يبقى القطاع مقسّمًا عبر "الخط الأصفر" الذي يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي منذ فترة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي — فضّل عدم الكشف عن هويته — أن إعادة غزة إلى وضع طبيعي هو “طموح كبير” يتطلب وقتًا طويلاً، مؤكدًا أن تنفيذ الرؤية سيكون معقدًا وصعبًا للغاية. وتثير هذه الخطة مخاوف حول التزام واشنطن بتحويل وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه الشهر الماضي إلى تسوية سياسية دائمة تشمل حكمًا فلسطينيًا كاملًا على القطاع، وهو ما سبق أن وعد به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتشير الجارديان إلى أن واشنطن كانت قد روّجت لخطط إنشاء "مجتمعات آمنة بديلة" للفلسطينيين، لكنها ألغتها مؤخرًا دون إخطار المنظمات الإنسانية، التي عبّرت مرارًا عن مخاوفها من هذا النهج.

ويخشى مراقبون أن يؤدي غياب خطة واضحة لانتشار قوات حفظ سلام دولية، واستمرار وجود القوات الإسرائيلية، وعدم وجود رؤية شاملة لإعادة الإعمار، إلى دخول غزة مرحلة طويلة من الغموض والفوضى بعد عامين من الحرب المدمرة.

وبحسب الوثائق، استبعد ترامب نشر قوات أمريكية على الأرض أو تمويل إعادة الإعمار، وهو ما أكده دبلوماسي مطّلع بقوله إن واشنطن “تضع الرؤية لكنها لا تنوي دفع ثمنها”.

قوات أوروبية في غزة

وعلى الصعيد العسكري، أظهرت الوثائق أن القيادة المركزية الأمريكية وضعت خططًا لضم قوات أوروبية إلى الانتشار الأمني في غزة، تشمل 1500 جندي بريطاني متخصصين في إبطال المتفجرات والإسعاف العسكري، بالإضافة إلى 1000 جندي فرنسي لتأمين الطرق.

كما سعت واشنطن لمشاركة قوات ألمانية وهولندية ودول شمال أوروبا لإدارة المستشفيات الميدانية والمهام اللوجستية والاستخباراتية. لكن مصادر أوروبية وصفت هذه المقترحات بأنها “غير واقعية”، في ظل تردد القادة الأوروبيين في المخاطرة بنشر جنودهم في غزة بعد تجاربهم الطويلة في العراق وأفغانستان، بينما أبدت إيطاليا وحدها استعدادًا مبدئيًا للمساهمة.

وأظهرت الوثائق أيضًا توقعًا أمريكيًا بمساهمات محتملة من الأردن عبر قوات مشاة خفيفة وما يصل إلى 3000 عنصر شرطة، رغم أن الملك عبد الله أعلن بوضوح رفضه إرسال أي قوات، معتبرًا ذلك تهديدًا للأمن القومي الأردني، لاسيما أن أكثر من نصف سكان الأردن من أصول فلسطينية.

المنطقة الخضراء في غزة

وتصور الخطة الأمريكية انتشارًا تدريجيًا لقوات أجنبية داخل "المنطقة الخضراء" يبدأ بمئات من الجنود ثم يتوسع ليصل إلى قوة قوامها 20 ألف جندي.

وتؤكد الوثائق أن هذه القوات لن تعمل في الغرب حيث تواصل حركة حماس استعادة نفوذها.

كما تشمل الخطة وضع الجنود الأجانب في إدارة المعابر الحدودية بالتنسيق مع القوات الإسرائيلية، رغم التحفظات الدولية على هذا الدور.

على الصعيد الأمني الداخلي، تنص خطة ترامب على إنشاء قوة شرطة فلسطينية جديدة قوامها 3 إلى 4 آلاف عنصر، لكن دورها سيكون محدودًا مقارنة بالانتشار الأمني الأجنبي الواسع.

أما بشأن إعادة الإعمار، فيرى المخططون الأمريكيون أنها ستبدأ فقط داخل "المنطقة الخضراء" بهدف جذب الفلسطينيين إليها وتشجيعهم على العبور نحوها، وهو ما يثير مخاوف من تحويل غزة تدريجيًا إلى نموذج مشابه للمناطق الخضراء في العراق وأفغانستان، التي ارتبطت بإخفاقات وتوترات أمنية طويلة الأمد.

موضوعات متعلقة